العلاج السلوكى

العلاج السلوكى

 العلاج السلوكى ( Behviour Therapy )

أولا : تعريفه

العلاج السلوكى : هو أسلوب علاجي يعتمد على قوانين و نظريات التعلم الشرطي محاولا حل مشكلات و اضطرابات السلوك عن طريق تعديل السلوك المرضي للمريض بواسطة المحو ـ الإطفاء

ثانيا : الأسس النظرية لل العلاج السلوكى

يرتكز على الإطار النظري الذي وضعه بافلوف ( PAVLOV ) و واطسون ( WATSON ) و غيرهما في التعلم الشرطي مع استفادته من نظريات إدوارد ثورنديك ( THORNDIKE ) ، و كلارك هل ( HULL ) ، و بوروس سكينر ( SKINNER ) في التعزيز الموجب أو السالب و تقرير نتائج التعلم ، و ينتمي هذا  العلاج  إلى النظرية السلوكية في الشخصية التي تقول : ” إن الفرد في نموه يكتسب السلوك السوي أو المرضي عن طريق عملية التعلم ” ، و من أهم نظريات التعلم التي يرتكز عليها  العلاج السلوكي

” نظرية التعلم الشرطي ” التي من مفاهيمها ما يلي :

ـ الإشراط الكلاسيكي : و فيه يكون تتابع الأحداث مرتبا بحيث يكون المثير مقترنا أو سابقا للمثير غير الشرطي الذي يستثير عادة الاستجابة غير الشرطية ، و كنتيجة لهذا الاقتران الشرطي يكتسب المثير الشرطي الطاقة على استثارة استجابة شرطية تشبه الاستجابة غير الشرطية و من أمثلته : تجارب بافلوف على الكلاب و واسطن ماري جونز على الطفل البرت و الأرنب في علاج حالات الخواف ، التي توصلوا فيها إلى أن التعلم الشرطي يفسر مخاوفنا الشاذة ، و أن هذه من المخاوف يمكن أن تنتقل و تعمم ، و أن عمليته يمكن أن تستخدم للتخلص من الخواف المكتسب المتعلم .

الاشتراط الجهازي

 
نجحت ماري جونز في استخدام الاشتراط المباشر ، وهو ربط موضوع بمثير يستثير استجابة سارة مثل الحلوى .
 ـ الاشتراط الجهازي : و هو الذي تستخدم فيه الأجهزة ، و يهتم بالتركيز على تعزيز الاستجابة حيث يضبط سلوك الفرد بالمعززات الموجبة أو السالبة و فيه تبرز أربع عمليات اشراط و هي : الثواب ، و التجنب ، و الحذف ، و العقاب و يتخلص الإطار النظري فيما يلي :
أ ـ معظم سلوك الإنسان متعلم و مكتسب ، و السلوك المضطرب متعلم و مكتسب .


ب ـ السلوك المضطرب المتعلم لا يختلف من حيث المبادئ عن السلوك العادي المتعلم إلا أن السلوك المضطرب غير ملائم أو غير متوافق.

 
ج ـ يكتسب السلوك المضطرب نتيجة للتعرض المتكرر للخبرات التي تؤدي إليه ، و من ثمة يحدث ارتباط شرطي بين هذه الخبرات و السلوك المضطرب .


د ـ تمثل العناصر السلوكية المضطربة نسبة قليلة أو كثيرة من السلوك الكلي للفرد ، و هذا يعتمد على دوام و شدة الخبرات التي تؤدي إليه .

 
هـ ـ ينظر إلى زملة الأعراض النفسية كتجميع لعادات خاطئة متعلمة .


و ـ يمكن تعديل السلوك المتعلم .

ي ـ توجه دوافع فيزيولوجية أولية لدى الفرد هي الأصل الأساس في سلوكه و عن طريق التعلم يكتسب الفرد دوافع جديدة ثانوية اجتماعية في جملتها ثم تمثل أهم حاجاته النفسية ، و قد يكون تعلم هذه الدوافع غير سوي ومن ثم يحتاج إلى تعلم جديد أكثر توافقا و يتم ذلك عن طريق  العلاج السلوكي

ثالثا : خطوات  العلاج السلوكى :

تسير خطواته على النحو التالي :

  • تحديد السلوك المطلوب تعديله أو تغييره عن طريق المقابلة أو الاختبارات النفسية .
  •  تحديد الظروف التي يحدث فيها السلوك المضطرب عن طريق الفحص و البحث .
  •  تحديد العوامل المسؤولة عن استمرار السلوك المضطرب هل هو نتيجة لخوف شرطي بسيط ، أو خوف أساسي معمم يحدث مواقف مشابهة و لكنها مختلفة .
  • اختيار الظروف التي يمكن أن تعدل أو تغير .
  • إعداد جدول لإعادة الترتيب و ذلك عن طريق تخطيط خبرات متدرجة يتم فيها إعادة التدريب ، و يتم خلالها تعريض سلوك المريض بنظام و تدرج للظروف المعدلة بحيث يتم إنجاز البسيط و القريب قبل المعقد و البعيد .
  • تعديل الظروف السابقة للسلوك المضطرب و ذلك بتعديل العلاقات بين الاستجابات و بين المواقف التي تحدث فيه .
  • تعديل الظروف البيئية و توجيه الجهود نحو تقليل احتمال حدوث السلوك لأنه غير مرغوب أو غير متوافق و شاذ .
  • إنهاء  العلاج و ذلك عندما يصل المريض إلى السلوك المعدل المرغوب
العلاج السلوكى



رابعاً : أساليب  العلاج السلوكى :

تتعدد أساليبه و من أهمها ما يلي :

ـ التحصين التدريجي ( Systematic Desensitization ) : يعتبر من أساليب العلاج

السلوكي الرئيسية ، و يتم في الحالات التي يكون فيها سلوك مثل : الخواف ، قد اكتسب مرتبطا بشيء معين أو حادثة معينة ، فتستخدم طريقة التعويد التدريجي المنتظم ، بحيث يتعرف على المثيرات التي تستثير استجابات شاذة ، ثم يعرض المريض بالتدريج لهذه المثيرات المحدثة للخوف في ظروف يشعر فيها بأقل درجة من الخوف ، و هو في حالة استرخاء لا تنتج الاستجابة الشاذة ، و يستمر التعرض على مستوى متدرج في الشدة فمثلا : في حالة الخواف من حيوان ، يكتب عنه المريض ثم يرسمه ثم يلعب بنموذج مصنوع من المطاط ثم يتعرض له حيا عن قرب ، ثم يلعب معه في نهاية  العلاج إن أمكن .


و قد نجح هذا الأسلوب في علاج حالات الخواف و العنة و خواف الجنس ، و يستخدم البعض أجهزة للتحصين التدريجي الآلي حيث يستخدم شرائط تسجيل عليها تعليمات استرخاء و شرح عند سماع أو رؤية فقرات الخوف المتدرجة في الشدة ، و تنتقل آليا إلى الأخرى بعد حدوث الاسترخاء حتى يتم التوصل إلى تعديل سلوك الخواف و زواله ومن أمثلتها الجهاز الذي ابتكره لانج .

النموذج العملي ( Modeling ) ( العلاج السلوكى )

ـ النموذج العملي ( Modeling ) :
ابتكر ألبيرت باندورا ( Bandura ) النموذج العملي لعلاج الخواف ( و خاصة خواف الثعابين ) و قد استخدم باندورا أشكالا للنموذج العملي منها :
أ – استخدام لعب و دمي تمثل مصدر الخوف .
ب – مشاهدة أفلام لأطفال و كبار يلعبون بالثعابين .
ج – عرض نموذج عملي حي حيث يشاهد المريض المعالج من خلال حاجز رؤية و هو يداعب ثعبانا ، يلي ذلك مشاهدة مباشرة متدرجة حتى يستطيع المريض لمس الثعبان فعلا بعد عدة جلسات .

الغمر ( Flooding )

 ـ الغمر ( Flooding ) : هذا الأسلوب هو عكس أسلوب التحصين التدريجي ، و فيه يتم تقديم المثير أو يتم وضع المريض أمام الأمر الواقع في الخبرة دفعة واحدة على الطبيعة ، و حيث أن هذا الأسلوب يثير التوتر ، و يرفع مستوى القلق عند المريض أول الأمر ، فقد يستعان بالعلاج الطبي بالعقاقير مثل : المهدئات ، و يقوم المعالج بالمساندة الانفعالية حتى يزول التوتر أو ينطفئ . و يستخدم هذا الأسلوب في علاج المخاوف المرضية مثل : خواف الأماكن المتسعة و الضيقة .

الاشراط ألتجنبي ( Avoidance Conditioning )

 ـ الاشراط ألتجنبي ( Avoidance Conditioning ) : يهدف المعالج في هذا الأسلوب إلى تعديل سلوك المريض من الإقدام إلى الإحجام والتجنب , و يستخدم هذا الاشراط في علاج الانحرافات الجنسية و الكحولية بصفة خاصة .
ففي علاج الكحولية مثلا : تستخدم مثيرات منفردة مثل : العقاقير المقيئة {المثير غير الشرطي}, حيث ترتبط بانتظام وتكرار مع المثير الموقفي و هو الخمر {المثير الشرطي } الذي يستثير الاستجابة غير المطلوبة ، و عندما يكتسب المثير الشرطي خصائص التنفير وينتج عنه الغثيان أو القيء {الاستجابة الشرطية } يكون قد ثبت الاشراط التجنبي حيث تزداد قوة الارتباط بين المثير و الشعور غير السار ، و هكذا يتجنب المريض تعاطي الكحول {سبب اللذة و المتعة } و يتعلم استجابة جديدة وارتباطا جديدا لأن تعاطي الكحول أصبح يؤدي إلى الشعور بالألم و الضيق .
و يتوقف نجاح هذا الأسلوب على شخصية المريض وقابليته للاشراط , و طبيعة المثير غير الشرطي و تتابع الأحداث في عملية الاشراط .

التعزيز الموجب ( الثواب ) ( Positive Reinforcement )

 
 ـ التعزيز الموجب ( الثواب ) ( Positive Reinforcement ) : هو إثابة الفرد على السلوك السوي مما يعززه و يدعمه إلى تكرار نفس السلوك إذا تكرر الموقف و من أشكاله التعزيز المادي أو المعزي و يستخدم في علاج حالات مثل : فقد الشهية العصبي ، و حالات فقدان الصوت الهستيري ، و الخجل , و الانطواء , و السلوك المضاد للمجتمع .

التعزيز السالب ( Negative Reinforcement )

 
 ـ التعزيز السالب ( Negative Reinforcement ) : يعمل المعالج في هذا الأسلوب على زيادة ظهور الاستجابة المرغوبة بتعريض المريض لمثير غير سار مقدما ثم إزالته مباشرة بعد ظهور الاستجابة المرغوبة و يستخدم في علاج حالات مثل:مص الأصابع , و قضم الأظافر .

العقاب( الخبرة المنفرة ) ( Punishment )


 ـ العقاب( الخبرة المنفرة ) ( Punishment ) : يعرض المريض في هذا الأسلوب لخبرة منفرة { عقاب علاجي } إذا قام بالسلوك غير المرغوب , و ذلك لكفه و وقفه كلية . و من أشكاله ما هو معنوي ، و ما هو مادي مثل : الضرب أو الصدمة الكهربائية أو عقاب جماعي مثل : الرفض أو العزل , أو في شكل منع الإثابة , مما يسبب الألم و الضيق وعدم الرضا لدى المريض ، و يعوق ظهور السلوك غير المرغوب و يستخدم في علاج اظطرابات الكلام و عقاب التدخين . و لا يلجا إليه المعالجون كثيرا لأنه يعتبر أقل الأساليب فعالية في العلاج السلوكي , إذ المطلوب هو تعلم سلوك جديد مرغوب أكثر من مجرد كف سلوك غير مرغوب . لأنه يحدث كف و توقف مؤقت للسلوك المعاقب ، كما أنه يمكنه أن يؤدي إلى آثار غير مرغوبة مما يجعل السلوك العام للمريض أكثر اضطرابا لا أكثر توافقا ، و قد يأتي برد فعل عكسي .

الثواب والعقاب ( Reward & Punishment )


ـ الثواب والعقاب ( Reward & Punishment ) : يستخدم أسلوب العقاب و الثواب معا ، و ذلك بأن يثيب المعالج استجابة سليمة و مرغوبة ، و أن يعاقب على كل استجابة غير سليمة أو غير مرغوبة . و يستخدم في علاج حالات :اللازمات الحركية لتحريك الرقبة ، و هز الكتفين ، أو الأرجل ، و الرشف و النحنحة .

تدريب الإغفال ( الانطفاء ) ( Omission Training )


ـ تدريب الإغفال ( الانطفاء ) ( Omission Training ) : هو تجاهل السلوك المرضي و عدم التعليق عليه ، و عدم تعرض المريض لأي نتائج على الإطلاق حتى ينطفئ و يختفي و يستخدم في الاضطرابات النفسية الجسمية كالتهاب الجلد العصبي ، و التقيؤ ، و نوبات الغضب عند الأطفال ، و حالات الصرع الهستيري .

الإطفاء و التعزيز ( Extinction & Reinforcement )

ـ الإطفاء و التعزيز ( Extinction & Reinforcement ) : يستخدم في الفصل حيث يغفل المعلم السلوك المشكل غير المرغوب إلى أن يظهر السلوك السوي فيعززه و يشجعه .

الكف المتبادل ( Reciprocal Inhibition )

ـ الكف المتبادل ( Reciprocal Inhibition ) : توجد بعض أنماط من الاستجابات تكون متنافرة و غير متجانسة مع بعضها البعض مثل : الخوف و الجنس ، و الاسترخاء و الضيق . و يهدف أسلوب الكف المتبادل إلى كف كل من نمطين سلوكيين مترابطين بسبب تداخلهما ، و إحلال استجابة متوافقة محل الاستجابة غير التوافقية ، و يستخدم هذا الأسلوب في علاج حالات التبول اللاإرادي ففي هذه الحالة المطلوب هو كف النوم ( أي الاستيقاظ و التبول ) ، و كف التبول ( باكتساب عادة الاستيقاظ ) ، أي أن كف النوم يكف التبول ، و كف التبول يكف النوم بالتبادل .
و قد استخدم فولب ( Wolpe ) هذا الأسلوب في علاج التبول اللاإرادي الناتج عن أسباب نفسية ، و ليست عضوية .

الممارسة السالبة ( Negative Practice ) ( العلاج السلوكى )


ـ الممارسة السالبة ( Negative Practice ) : هي تكرار السلوك غير المرغوب و ممارسته حتى يصل إلى درجة التشبع ، و عندها لا يستطيع الفرد ممارسته لأنه ينتج الملل و التعب ، مما يقلل احتمال تكرار هذا السلوك و يستخدم في علاج حالات مثل : اللازمات الحركية ، و قضم الأظافر ، و مص الأصابع ، و الاستمناء ، و جرش الأسنان .

ضبط النفس ( Self Control )

ـ ضبط النفس ( Self Control ) : يعتبر استجابة نشطة من جانب المريض تتضمن التحكم في الموقف المشكل و التمكن من ضبط المثير ، و يقوم على أساس الإثابة و التعزيز المباشر قصير الأمد ، و غير المباشر طويل الأمد الذي يدركه المريض و يتأكد منه ، و يستخدم في علاج الكحولية و علاج السمنة ، و لقد قدم كانفر ( Kanfer ) نموذجا متعدد المراحل لعلاج السمنة و ذلك على النحو التالي :
أ ـ إدراك أن نقص الوزن هدف طويل الأمد ، بينما تغيير سلوك الغذاء و عادات الأكل هدف قصير الأمد .
ب ـ تحديد عدد مرات الأكل و كميته و سرعة تناوله و تعديل عادات الأكل المتبعة .
ج ـ التخلص من الأغذية غير المرغوبة خاصة الأطعمة الدسمة و الجاهزة .
د ـ التمهل في الأكل و يكون في مكان الأكل فقط مع الآخرين لضبط عادات الأكل .
هـ ـ تعزيز التحسن في سلوك التغذية مع تشجيع أنماط السلوك المساعدة كتأخير الوجبات و المشي و الرياضة .
و ـ تشجيع قوة إرادة المريض عن طريق التعزيز الاجتماعي .

خامساً : مزاياه ( مزايا العلاج السلوكى ) :

حصرها فيصل عباس و حامد زهران فيما يلي :

  • يعتمد على نظريات التعلم و البحوث التجريبية التي يمكن قياس صدقها تجريبيا .

  • يركز على المشكلة مما يسهل علينا الحكم على نتيجة  العلاج بفضل وجود المحك .

  • يسعى إلى تحقيق أهداف إجرائية .

  • يستطيع الآباء و المعلمون و الأزواج ـ بعد تدريبهم ـ المعاونة في عملية  العلاج .
  • يحقق أهدافه في وقت قصير التركيز على الأعراض و الاستعانة بالأجهزة مما يوفر الوقت و الجهد و المال .

  • أثبت نجاحا كبيرا في علاج المشكلات السلوكية لدى الأطفال ، و علاج المشكلات النفسية ، و علاج الأمراض العصابية ، و حالات الاضطراب السلوكي .


سادسا : عيوبه ( عيوب العلاج السلوكى ) :

حصر مورجان و مورجان عيوب العلاج السلوكى فيما يلي :

  • تعقد السلوك البشري مما يصعب عزل و تحديد أنماط بسيطة من العلاقات بين المثير و الاستجابة حتى يسهل تعديلها .

  • يقوم على مبادئ علم النفس التجريبي و نقلها إلى المواقف العلاجية .

  • يفسر جميع أنواع السلوك البشري و الاضطرابات السلوكية على أساس النموذج السلوكي المبني على الإشراط .

  • يركز على التخلص من الأعراض و الوصف الكمي و الموضوعي للتغيرات ، و لا يعالج المصدر الرئيسي و الحقيقي للاضطراب .

  • يعالج السلوك الظاهر دون الرجوع إلى أسبابه .

  • قد يكون الشفاء وقتيا و عابرا .

يمكنك الأن التعرف اكثر على العلاج السلوكى و على الصحة النفسية من خلال هذا الرابط
https://meatd.com/home/online_desc/59

المرجع( ويكيبيديا)
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D8%AD%D8%A9_%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *