مفاهيم حول الإرشاد الأسري

مفاهيم حول الإرشاد الأسري

مفاهيم حول الإرشاد الأسري :
لم يكن التوجيه والإرشاد بمنأى عن الممارسة منذ أقدم العصور فالآباء والمعلمون على سبيل المثال يسعون إلى مساعدة أبنائهم وطلابهم من أجل سلامتهم ونضجهم ودعم إمكاناتهم،

إلا أن هذه المسألة كانت تأخذ شكل التوجيه فقط، دون الدخول في علاقة تفاعلية بين الموجه والفرد المحتاج إلى توجيه، كما أن التوجيه غير كاف لمساعدة الفرد في تحقيق ذاته مما زاد من إلحاح الحاجة إلى عملية الإرشاد والتي تتضمن العلاقة وجها لوجه بين المرشد والمسترشد

ومع بداية القرن العشرين تغير المفهوم فبدأ التوجيه والإرشاد بمرحلة التوجيه المهني ثم التوجيه المدرسي حيث امتدت برامج التوجيه والإرشاد لتشمل المجالات التربوية والأسرية ، ثم ظهرت مرحلة علم النفس الإرشادي والذي يركز على الصحة النفسية والنمو النفسي

مفاهيم حول الإرشاد الأسري

وفي عام (1970) اعتبر التوجيه والإرشاد النفسي عملية اتخاذ القرار بهدف التقليل من قلق الطلاب، ثم تطور المفهوم بعد ذلك وأصبحت الاتجاهات نحو برامج التوجيه والإرشاد النفسي أكثر ايجابية وأخذ مكانته كعلم معترف به

والتوجيه والإرشاد عبارة عن علاقة مهنية تتجلى في المساعدة المقدمة من فرد إلى أخر ،فرد يحتاج إلى المساعدة (المسترشد) وأخر يملك القدرة على تلك المساعدة ( المرشد) ،

وهذه المساعدة تتم وفق عملية تخصصية تقوم على أسس وتنظيمات وفنيات تتيح الفرصة أمام المسترشد لفهم نفسه وإدراك قدراته بشكل يمنحه التوافق ويدفعه إلى مزيد من النمو والإنتاجية،

وتبنى هذه العلاقة المهنية (علاقة الوجه للوجه ) بين المرشد والمسترشد في مكان خاص يضمن سرية أحاديث المسترشد ،

والإرشاد عملية وقائية ونمائية وعلاجية تتطلب تخصصاً وإعدادا وكفاءة ومهارة وسمات خاصة تعين المسترشد على التعلم واتخاذ القرارات والثقة بالنفس وتنمية الدافعية نحو الإنجاز ،

ويهدف التوجيه والإرشاد الأسري والتربوي إلى تحقيق النمو الشامل للمسترشد ولا يقتصر ذلك على مساعدته في ضوء قدراته وميوله في المحيط الأسري فحسب بل يتعدى ذلك إلى حل مشكلاته وتوثيق العلاقة بين البيت والمجالات الأخرى ، وتغيير سلوكياته إلى الأفضل تحت مظلة الإرشاد والتوجيه ، وهذا بدوره يقود إلى تحقيق الهدف نحو تحسين الحياة الأسرية والعملية التربوية

لقد أصبح إنسان هذا العصر في حاجة ماسة إلى التوجيه والإرشاد أيا كان موقعه وعمره بحكم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والمهنية والتقنية المتسارعة

إن مراحل النمو العمرية والتغيرات الانتقالية،والتغيرات الأسرية وتعدد مصادر المعرفة والتخصصات العلمية ،وتطور مفهوم التعليم ومناهجه، ومشكلات الزواج والتقدم الاقتصادي وما صاحب ذلك من قلق وتوتر ،كل ذلك أدى إلى بروز الحاجة إلى التوجيه والإرشاد ،

تابع مفاهيم حول الإرشاد الأسري

كما إن هذا التغير في بعض الأفكار والاتجاهات أظهر أهمية التوجيه والإرشاد ، كما أن تغير الأدوار والمكانات وما ينتج عن ذلك من صراعات وتوتر يؤكد مدى الحاجة إلى برامج التوجيه والإرشاد

ويأتي اهتمام التوجيه والإرشاد الأسري والتربوي منصباً على حاجات المسترشد بشخصيته في جوانبها النفسية والاجتماعية والسلوكية إضافة إلى عملية التحصيل الدراسي ورعاية المتأخرين دراسياً والمتفوقين والمبدعين

وتظهر هنا أهمية دور المرشد بصفته الشخص المتخصص الذي يتولى القيام بمهام التوجيه والإرشاد ، لذا يجب أن يكون متخصصاً وذا كفاءة ومهارة في تعامله مع المسترشدين

وهكذا تبدو مهنة المرشد التربوي مهنة صدق وأمانة وصبر ومشقة وأنها أمانة قبل كل شيء ثم مسؤولية كبيرة أمام جميع الفئات

إن مهنة الإرشاد تحتاج الى تخصص علمي، إنها أشبه بغرفة العمليات الجراحية لا تقبل اى احد ، وهكذا فان التوجيه والإرشاد علم ومهارة وفن وخبرة وأمانة

مفاهيم حول الإرشاد الأسري

مفهوم التوجيه والإرشاد
(مفاهيم حول الإرشاد الأسري) :

التوجيه :

إن مفهوم التوجيه أعم وأشمل من مفهوم الإرشاد .. وهو جزء من العملية التربوية ، والتوجيه يسبق الإرشاد ويمهد له ،

وهو عملية عامة تهتم بالنواحي النظرية ووسيلة إعلامية في اغلب الأحيان تشترط توفر الخبرة في الموجه .. مثل خطبة الجمعة .. المحاضرات العامة .. البرامج الإعلامية ..

ويمكن القول أن اصطلاح التوجيه يقتصر على إعطاء المعلومات .. كما أن المتخصصين قد اتفقوا على أن التوجيه يشتمل بين عناصره على عملية الإرشاد .. في حين تبقى عملية الإرشاد من اختصاص المرشد كما تبقى عملية التدريس من اختصاص المدرس مثلا ..

ونورد بعض تعريفات التوجيه ( مفاهيم حول الإرشاد الأسري):

تعريف مايرز :

التوجية هو العملية التي تهتم بالتوفيق بين الفرد بما له من خصائص مميزة من ناحية والفرص المتاحة المختلفة والمطالب المتباينة من ناحية أخرى (خصائص – فرص – مطالب)

تعريف بريور :

التوجيه هو المجهود المقصود الذي يبذل في سبيل نمو الفرد من الناحية العقلية وان كل ما يرتبط ب(التدريس أو التعليم) يمكن أن يوضع تحت التوجيه

تعـــريف أحمد لطفي بركات

التوجيه هو مجموعة الخدمات التي تهدف إلى مساعدة الفرد على أن يفهم نفسه ويفهم مشاكله وأن يستغل إمكانياته الذاتية من قدرات ومهارات واستعدادات وميول، وأن يستغل إمكانيات بيئته فيحدد أهدافا تتفق وإمكانياته من ناحية وإمكانيات هذه البيئة من ناحية أخرى نتيجة لفهم نفسه وبيئته ويختار الطرق المحققة لها بحكمة وتعقل فيتمكن بذلك من حل مشاكله حلولا عملية تؤدي إلى التكيف مع نفسه ومجتمعه فيبلغ أقصى ما يمكن بلوغه من النمو والتكامل في شخصيته – الكوتشينج

تعـريف ميلر

التوجيه هو عملية تقديم المساعدة للأفراد لكي يصلوا إلى فهم أنفسهم واختيار الطريق الصحيح والضروري للحياة وتعديل السلوك لغرض الوصول إلى الأهداف الناضجة والذكية والتي تصحح مجرى الحياة

تعريف دونالدج مورتنس

التوجيه هو ذلك الجزء من البرنامج التربوي الكلي يساعد على تهيئة الفرص الشخصية وعلى توفير خدمات متخصصة بما يمكن كل فرد من تنمية قدرته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن

الإرشاد:

هو عملية علمية نفسية أكثر تخصصية وتمثل الجزء العلمي في ميدان التوجيه وتقوم على علاقة مهنية (علاقة الوجه للوجه ) بين المرشد والمسترشد في مكان خاص يضمن سرية أحاديث المسترشد وفي زمن محدود أيضا

والإرشاد عملية وقائية ونمائية وعلاجية تتطلب تخصصاً وإعدادا وكفاءة ومهارة ، كون هذه العملية فرعاً من فروع علم النفس التطبيقي … وان خدمات التوجيه العامة وخدمات الإرشاد خاصة تجمل عادة في مفهوم واحد وهو التوجيه والإرشاد

تعاريف متعددة للإرشاد( مفاهيم حول الإرشاد الأسري)

ظهرت تعريفات متعددة للإرشاد بعضها يصور المفهوم العام والبعض الأخر يحمل الطابع الإجرائي ، وبعضها يركز على العلاقة الإرشادية ودور المرشد والبعض الأخر يركز على عملية الإرشاد نفسها بينما يركز آخرون على النتائج التي نحصل عليها من الإرشاد وفيما يلي عرض لبعض هذه التعريفات

تعريف جود (1945) Good

يقصد بالإرشاد تلك المعاونة القائمة على أساس فردي وشخصي فيما يتعلق بالمشكلات الشخصية، و/او التعليمية، و/او المهنية والتي تدرس فيها جميع الحقائق المتعلقة بهذه المشكلات، ويبحث عن حلول لها، وذلك بمساعدة المتخصصين وبالاستفادة من إمكانيات البيئة والمجتمع، ومن خلال المقابلات الإرشادية التي يتعلم المسترشد فيها أن يتخذ قراراته الشخصية

تعريف رين (1951) Wrenn

الإرشاد هو علاقة دينامية .. متجددة مليئة بالطاقة والحيوية .. وهادفة بين شخصين، تتنوع فيها الأساليب باختلال طبيعة حاجة المسترشد ، ولكن في كل الحالات يكون هناك إسهام متبادل من جانب كل من المرشد والمسترشد ،  

تعـــريف روجرز (1952) Rogers

الإرشاد هو العملية التي يحدث فيها استرخاء لبنية الذات للمسترشد في إطار الأمن الذي توفره العلاقة مع المسترشد ، والتي يتم فيها إدراك الخبرات المستبعدة في ذات جديدة

تعـريف بيبنسكي وبيبنسكي (1954) Pepinsky&Pepinsky

الإرشاد عملية تشتمل على تفاعل بين مرشد ومسترشد في موقف خاص بهدف مساعدة المسترشد على تغيير سلوكه بحيث يمكنه الوصول إلى حل مناسب لحاجاته

تعـــريف تولبيرت (1959) Tolbert

الإرشاد هو علاقة شخصية وجها لوجه بين شخصين أولهما وهو (المرشد) من خلال مهاراته وباستخدام العلاقة الإرشادية، يوفر موقفا تعليميا للشخص الثاني،( المسترشد) وهو نوع عادي من الأشخاص، حيث يساعده على تفهم نفسه وظروفه الراهنة والمقبلة، وعلى حل مشكلاته وتنمية إمكانياته بما يحقق اشباعاته وكذلك مصلحة المجتمع في الحاضر وفي المستقبل

تعريف كرمبولتز (1965) Krumboltz

يتكون الإرشاد من كل الأنشطة القائمة على أساس علمى أخلاقي، يتخذها المرشد في محاولة لمساعدة المسترشد للانخراط في تلك الأنواع من السلوكيات التي تؤدي إلى حل مشكلاته

تعـريف بلوتشر(1966)Blotcher

الإرشاد عملية يتم فيها التفاعل بهدف أن يتضح مفهوم الذات والبيئة، وبهدف بناء وتوضيح أهداف أو قيم تتعلق بمستقبل الفرد المسترشد

تعـــريف ليونا تيلور (1969)Tyler Leona

الإرشاد هو تمكين الفرد من التخلص من متاعبه ومشاكله الحالية، وتكوين اتجاهات عقلية محضة تساعد الفرد المسترشد على التخلص من الاتجاهات الانفعالية التي تعوق من تفكيره وهو ليس مجرد إعطاء نصائح، ولا ينجم عن الحلول التي يقترحها المرشد، بل انه أكثر من تقديم حل لمشكلة آنية

تعريف باترسون (1974) Petterson

الإرشاد يتضمن المقابلة في مكان خاص يستمع فيه المرشد ويحاول فهم المسترشد، ومعرفة ما يمكنه تغييره في سلوكه بطريقة أو أخرى، يختارها ويقرها المسترشد، ويجب أن يكون المسترشد يعاني من مشكلة ويكون لدى المرشد المهارة والخبرة للعمل مع المسترشد للوصول إلى حل المشكلة

تعـريف كرمبولتز وثورسين (1976) Krumboltz & Thoresen

الارشاد هو عملية مساعدة الأفراد في تخطي مشكلاتهم

تعـــريف بيركس وستيفلر (1979) Burks & Stefflre

يشير مصطلح الإرشاد إلى علاقة مهنية بين مرشد مدرب ومسترشد، وهذه العلاقة تتم في إطار “شخص لشخص” رغم أنها قد تشتمل أحيانا على أكثر من شخصين، وهي معدة لمساعدة المسترشدين على تفهم واستجلاء نظرتهم في حياتهم وأن يتعلموا أن يصلوا إلى أهدافهم المحددة ذاتيا من خلال اختيارات ذات معنى وقائمة على معلومات جيدة، ومن خلال حل مشكلات ذات طبيعة انفعالية أو خاصة بالعلاقات مع الآخرين (ذات طبيعة اجتماعية )

تعـريف ايفي (1980) Ivey

هو عملية مركزة للاهتمام بمساعدة الأفراد الأسوياء ليحققوا أهدافهم أو يؤدوا وظائفهم بصورة أكثر فعالية

تعريف آدمز (1980)

هو علاقة تفاعلية بين فردين، حيث يحاول أحدهما وهو المرشد مساعدة الأخر وهو المسترشد كي يفهم نفسه فهما أفضل بالنسبة لمشكلاته في الحاضر والمستقبل

الجمعية الامريكية لعلم النفس (1980)

انه الخدمات التي يقدمها اختصاصيون في علم النفس الإرشادي وفق مباديء وأساليب دراسة السلوك الإنساني خلال مراحل نموه المختلفة ويقدمون خدمات لهم لتأكيد الجانب الايجابي بشخصية المسترشد واستغلاله لتحقيق التوافق لدى المسترشد، وبهدف اكتساب مهارات جيدة تساعد على تحقيق مطالب النمو والتوافق مع الحياة، واكتساب قدرة اتخاذ القرار، ويقدم الإرشاد لجميع الأفراد في المراحل العمرية المختلفة وفي المجالات المختلفة، الأسرة والمدرسة والعمل

تعريف حامد زهران

هو عملية مساعدة الفرد في رسم الخطط التربوية التي تتلاءم مع قدراته وميوله وأهدافه وأن يختار نوع الدراسة والمناهج المناسبة والمواد الدراسية التي تساعده في اكتشاف الإمكانيات التربوية وتساعده في النجاح وتشخيص المشكلات التربوية وعلاجها بما يحقق توافقه التربوي بصفة عامة.

ويتضح من التعريفات السابقة أن الإرشاد يشتمل على الخصائص أو العناصر التالية:

الارشاد عملية:أي أنها تمر في خطوات معينة بشكل متتابع ومتصل.

الإرشاد عملية تعليمية:أي أنها تعلم الفرد على مواجهة مشكلاته وحلها وتركز على تغير السلوك.

الارشاد عملية مساعدة:أي أنها تقدم العون والمساعدة من المرشد إلى المسترشد.

المرشد هو المخطط للعملية الإرشادية وهو شخص مؤهل تأهيلا علميا متخصصا.

المسترشد شخص سوي وغير مريض او مضطرب ولكنه بحاجة إلى مساعدة وشخصيته متماسكة ولا يحتاج إلى برامج العلاج النفسي.

العلاقة الإنسانية:أي أن العلاقة بين المرشد والمسترشد تقوم على التفاهم والتعاطف في العلاقة الإرشادية.

البيئة التي يتم فيها الإرشاد هي بيئة العلاقة الإرشادية وجها لوجه.

يهتم الإرشاد بانتقال الخبرة من موقف الإرشاد إلى مواقف الحياة التي يقف فيها المسترشد فيما بعد.

وبذلك أرى أن الإرشاد  هو ” عملية منظمة ومخططة تهدف إلى مساعدة المسترشد لكي يفهم ذاته ويعرف قدراته ويطور مهاراته ويحل مشكلاته ويحقق أهدافه في إطار القيم المجتمعية والأهداف العامة للتعليم في المجتمع وبالتالي تحقيق التوافق النفسي والتربوي والمهني والاجتماعي للمسترشد

يمكنك الأن التعرف اكثر على الارشاد الأسرى والتربوى من خلال هذا الرابط
https://meatd.com/home/online_desc/40

المرجع( ويكيبيديا)
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B1%D8%B4%D8%A7%D8%AF_%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%8A

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *